للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عظم شأن الدعاء]

والله العظيم! لقد أخبرني أحد الإخوة في يوم الجمعة وقال لي: والله! يا شيخ محمد! لقد رأينا في الكعبة عجباً عجاباً! قال: كنا نطوف يوم الثلاثاء يوم أحد عشر حول الكعبة، وإذا برجل كبير السن، ذي لحية بيضاء، متعلق بأستار الكعبة وبكى، وارتفع صوته، وكأنما يتحدث بمكبر صوت! وصرخ وهو يقول: إله الحق! أرنا في أمريكا آية! إنها دعوة عجيبة! والله العظيم! إن الواحد ما زال يرتعش منها إلى الآن، وظل يرددها وبكى وصرخ، يقول: كل الناس في صحن الطواف سمعوا الدعوة، فالكل بكى وصرخ، وبعد ثلاث ساعات تقريباً تذيع الأخبار ما وقع في أمريكا! فلا تستهينوا بدعوة الضعيف الصادق؛ فإنها والله! سهم لا يُرد.

وأنا أعتقد أن ما وقع إنما هو استجابة من الله عز وجل لدعوة المظلومين المقهورين الصادقين، ممن تحترق قلوبهم ولا يملكون أن يقدموا شيئاً، والله يعلم السر وأخفى، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)، ومنزلة الشهادة منزلة عظيمة، فنريد أن نصدق.