[عيسى بن مريم وأقوام يأجوج ومأجوج]
وفي حديث النواس يقول صلى الله عليه وسلم: (فبينما هو كذلك إذ أتى عيسى قوماً قد عصمهم الله من الدجال، فيمسح عيسى على وجوههم، ويبشرهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى نبيه عيسى أني قد بعثت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم) -أي: لا قدرة لأحد ولا طاقة بقتالهم- فيبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، ثم يقول الله لنبيه عيسى: (فاحرز عبادي إلى الطور) اجمع عبادي من المؤمنين إلى جبل الطور (فيحصر نبي الله عيسى وأصحابه) من المؤمنين الموحدين من أمة محمد- فيخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمرون على بحيرة طبرية فيشرب أوائل يأجوج ومأجوج البحيرة بكاملها، فإذا ما جاء أواخرهم قالوا: كان بهذه البحيرة مرة ماء) أين ذهب الماء؟ وهم لا يعلمون ولا يدرون أن أوائل يأجوج ومأجوج هم الذي جففوا البحيرة تجفيفاً.
يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله) أي: يتضرعون إلى الله بالدعاء أن يهلك يأجوج ومأجوج- إذ إن الله قد أخبره أنه لا يدان لأحد بقتالهم، فيتضرع إلى الله أن يهلك يأجوج ومأجوج (فيستجيب الله عز وجل فيرسل عليهم النغف) والنغف: هو الدود الصغير، وأرجو أن لا تمر هذه الكلمة على الأذهان مروراً سريعاً، يأجوج ومأجوج الذين يجففون بحيرة، والذين يتجرءون بوقاحة حينما يقولون: لقد قهرنا أهل الأرض فهيا بنا لنقاتل أهل السماء، فيصوبون نشابهم أي: السهام إلى السماء، فيريد الله أن يبتليهم وأن يفتنهم، فتنزل السهام إليهم مرة أخرى وقد لطخت بالدماء، فيقول المجرمون الفجرة: لقد قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، هؤلاء الفجرة يهلكهم الملك بالدود، فأين الظالمون؟ وأين التابعون لهم في الغي؟ بل أين فرعون وهامان؟ أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان هل خلَّد الموت ذا عز لعزته أو هل نجى منه بالسلطان إنسان لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:٨٨] فيرسل الله عليهم النغف، وهو الدود الصغير: (فيصبحون؟ فرسى أي: قتلى كموت نفس واحدة) وهم يغطون وجه الأرض، ومع ذلك يصبحون قتلى كموت نفس واحدة (فتمتلأ الأرض بزهمهم) أي: بشحمهم ونتنهم، يقول المصطفى: (ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه، فلا يجدون شبراً من الأرض وإلا وقد ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى مرة ثانية وأصحابه إلى الله جل وعلا -أي: يتضرعون إليه بالدعاء- أن يطهر الأرض من هذا النجس والنتن، فيستجيب الله جل وعلا لهم، فيرسل طيراً كأعناق البخت -أي: كرقاب الإبل- فتأخذ يأجوج ومأجوج فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطراً لا يكن منه بيت ولا وبر، فيغسل هذا المطر الأرض، حتى تصبح الأرض كالزَّلقة، أو كالزُّلقة، أو كالزُّلفة، أو كالزَّلفة) والروايات كلها صحيحة، أي: تصبح الأرض كالمرآة في صفائها ونقائها.
يقول المصطفى: (ثم يقال للأرض: انبتي ثمرتك وردي بركتك، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذ الناس تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن، وروح كل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر -أي: الحمير- وعليهم تقوم الساعة)، ثم يعيش الناس في هذه السعادة والرخاء مع نبي الله عيسى الذي يحكمهم بشريعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ثم يموت ويصلي عليه الموحدون من أمة سيد النبيين.
أسأل الله جل وعلا أن يجمعنا بنبي الله عيسى، وأن يجمعنا بإمام الأنبياء محمد وبإخوانه من النبيين والمرسلين في جنات النعيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم ارزقنا التوحيد الصحيح يا رب العالمين، اللهم ثبت التوحيد بشموله في قلوبنا، اللهم ثبت العقيدة التي ترضيك في قلوبنا، اللهم توفنا على التوحيد والإيمان، اللهم كما خلقتنا موحدين فثبتنا على التوحيد وتوفنا على التوحيد واحشرنا في زمرة الموحدين تحت لواء سيد النبيين، مع أخيه عيسى الكريم، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عن من سواك.
اللهم كن لنا ولا تكن علينا، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل تدبيره في تدميره يا رب العالمين، أنت ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكل لنا ولا تكن علينا، اللهم إن أردت بالناس فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين، ولا مفرطين ولا مضيعين، ولا مغيرين ولا مبدلين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم احمل المسلمين الحفاة واكس المسلمين العراة، وأطعم المسلمين الجياع برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان، اللهم لا تحرم بلدنا مصر من الأمن والأمان، اللهم لا تحرم مصر من الأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل مصر سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عن مصر الغلاء والوباء والبلاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم لا تحرم مصر من التوحيد والموحدين برحمتك يا أرحم الراحمين.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.