السبب الثاني: غياب الأسرة، وضياع القدوة، وانعدام الرقابة بدعوى الحرية المزعومة للأولاد والبنات، وهذا من باب التقليد الأعمى للغرب الذي تصطدم سلوكياته وأخلاقياته مع عقيدتنا وأخلاقنا وقيم مجتمعنا الإسلامي اصطداماً مباشراً، فالوالد لا يفكر أن يسأل ابنته عن جدول محاضراتها في الجامعة، ولماذا تتأخر؟ وأين تذهب؟ ومع من تمشي؟ ومع من تتكلم في التلفون كل هذه الساعات؟ والأم هي الأخرى لا تفكر في هذا، بل ويترك الأب الوقور المحترم ابنته الجامعية تخرج في الصباح إلى الجامعة بهذه الثياب الضيقة والزينة الخطيرة، ولم يسأل نفسه مرة: لماذا كل هذا؟! وأين ستذهب البنت بهذا الشكل المثير؟! وما علاقة هذا بالعلم في الجامعة؟! ولم يغضب لله مرة، بل ولا حتى للرجولة مرة فوقف وقفة ليمنع ابنته أن تفارق البيت بهذه الصورة المزرية، التي لا تمت إلى الدين ولا إلى الأخلاق بأدنى صلة، بل ولم تفكر الأم هي الأخرى في شيء من ذلك، بدعوى الحرية المشئومة.
والعلاج أن ترجع الأسرة إلى الله عز وجل، وأن يعي الوالدان المسئولية العظيمة التي سيسألان عنها بين يدي الله تعالى، قال الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التحريم:٦]، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(كلكم راع ومسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها).
بل وتذكر أيها الوالد! وتذكري أيتها الأم! حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث معقل بن يسار:(ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الحنة).