أيها الوالد الكريم! أيتها الأم الفاضلة! تبدأ المسئولية في تربية الأبناء من عندكما من البيت فاجتهدا، ثم على أهل الإعلام أن يتقوا الله؛ فإنني أدين لله بأن الإعلام يتحمل المسئولية الكبرى في إفساد أخلاق أبنائنا وبناتنا، أعلنها لله.
إن الإعلام الذي لا يرقب في المؤمنين إلاً ولا ذمة، والذي يعكف في المسلسلات والأفلام على وتر الجنس، وعلى وتر الدعارة، وعلى وتر أفلام الإجرام، وعلى وتر التحرر؛ جعل الولد ينظر إلى أبيه المحافظ صاحب الأخلاق نظرة احتقار وازدراء وسخرية، ويقول الولد لوالده: هكذا نرى في المسلسلات والأفلام، وهذه موضة قديمة، فأنت لا تعيش عصرك، وأنت لا تعيش زمانك، وأنتم لا زلتم تعيشون في مجاهل القرون الماضية! إنه العزف بصورة واضحة على نغمة التحرر، مما جعل أبناءنا يتحررون من كل شيء، فرفض الأولاد سلطة الأسرة، ورفض الأولاد سلطة الوالدين، بل ورفض الأولاد أخيراً سلطة الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله! فعلى الإعلام وعلى القائمين على الإعلام أن يتقوا الله، وقد يقول لي الآن قائل: الآن أنت تخاطب الآباء، فلماذا لا تخاطب الإعلام؟ فأقول: أنا أعي ما أقول؛ فإن من بيننا في هذا الجمع الكريم من يحتل مكانة، ومن يحتل كرسياً ومنصباً، وهؤلاء جميعاً هم أبناؤنا، فإن استطعت أن تخاطب مسئولاً بكلمة طيبة وبكلمة رقيقة أن يتقوا الله في أبنائنا وبناتنا فافعل، وإلا فأنت مضيع للأمانة، أسأل الله أن يجعلنا جميعاً أهلاً لهذه الأمانة.