القبر: إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النيران، القبر إما أن يضيق على العبد فتختلف أضلاعه، وإما أن يتسع فيراه كالفضاء، فلجنة الامتحان صعبة جداً، والكلام في اللجنة طويل وهذا فيه كفاية، وننتقل إلى الأسئلة الثلاثة.
وماذا عن الملكين اللذين سيوجهان الأسئلة؟ إنهما منكر ونكير، وهما ملكان من ملائكة الله عز وجل، وكل ملك من الملائكة له وظيفة من يوم أن خلق إلى يوم أن تقوم الساعة، فجبريل موكل بالوحي إلى الأنبياء، وميكائيل موكل بتقسيم الأرزاق بين العباد، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور، وعزرائيل موكل بقبض الأرواح، وهكذا كل ملك له وظيفة، ورقيب وعتيد يسجلان عليك الحسنات والسيئات.
ومنكر ونكير مكلفان بأسئلة القبر، وهناك ملائكة ساجدة، وهناك ملائكة قائمة، وهناك ملائكة راكعة، الكل في عبادة ربه وفي ذكر مولاه، حتى إذا ما نفخ إسرافيل في الصور قام الجميع قائلاً: سبحانك! ربنا ما عبدناك حق عبادتك!! فمنكر ونكير هما المسئولان عن السؤال في القبر، إنه منظر عجيب ومنظر رهيب!! لأول مرة سوف ترى ملكاً.