[الحل على مستوى الزعماء]
أولاً: على مستوى الزعماء: أول خطوة تجب عليهم: أن يرجعوا إلى الله، وأن يعلنوا توحيدهم لله، وأن يحكموا في البلاد والعباد شرعه، وأن يمتثلوا أمره، وأن يجتنبوا نهيه، وأن يقفوا عند حدوده، وأن يرددوا مع شعوبهم المسلمة قولة السابقين الأولين الصادقين: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:٢٨٥]، ونحن بهذا أمام حد الإيمان وشرط الإسلام، قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:٦٥].
فأنا لا أفهم أبداً من آية قرآنية أو سنة ربانية كونية أو كلمات نبوية، لا أفهم ألبتة أن رب البرية جل جلاله ينصر أناساً قد خذلوا دينه وغيروا شريعته في الجملة.
لابد أن يرجعوا إلى الله ابتداءً، وأن يحكموا في البلاد والعباد آيات الله ومنهج الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينئذٍ تكون الأمة مهيأة للخطوة التالية التي لا كرامة للأمة الآن إلا بها ألا وهي أن ترفع راية الجهاد في سبيل الله.
إنني أعي ما أقول! ماذا لو اتخذت الأمة عبر قادتها قرارات سياسية ودبلوماسية فإن لم تجد فنحن لا نحب الحرب ولا نحب سفك الدماء إطلاقاً، لكن لابد من أن تروى شجرة الدعوة بدماء الأطهار الأبرار؛ لتظل هذه الشجرة مثمرة.
هذا أمر كوني قدري قضاه الله تبارك وتعالى وقدره على أهل التوحيد؛ ليفوزوا بإحدى الحسنين: إما النصر، وإما الشهادة.
ولن تكون الأمة مهيأة لرفع راية الجهاد لإعلاء كلمة الله، إلا إذا عدنا إليه سبحانه وتعالى واعتصمنا به ولجأنا إليه وحده، وجددنا الثقة فيه وحده، ورجوناه وحده، وقطعنا كل العلائق والروابط وارتبطت قلوبنا بالله سبحانه وتعالى وحده.
لماذا لا تتخذ الأمة قرارات سياسية أو دبلوماسية كطرد سفراء أو سحب سفراء وإن كنت أعلم أن هذا لا يغير من الواقع شيئاً، لكن فلتخط الأمة على الطريق خطوات؟! ولماذا لا تستخدم الأمة سلاح المقاطعة للسلع التي تستغني عنها الدول والشعوب؟ هناك كثير من السلع الاستهلاكية لا نحتاج إليها، أو لن نموت بدونها، أما السلع الرئيسية التي تحتاج إليها الشعوب والأمم فلا حرج في ذلك ولا بأس، لكن هذا يدفع الأمة الآن دفعاً إلى أن تبدع، والأمة لا تفتقر إلى العقول والأدمغة المبدعة، لكنها الهزيمة النفسية التي منيت بها أمة سيد البشرية ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولماذا لا تستثمر الأمة ما رزقها الله تبارك وتعالى به من طاقات كالبترول في محاربة أعداء الله؟! استهزئ بقرار العراق بقطع البترول عن أوروبا وأمريكا لمدة شهر! سخر بهذا القرار واستهزئ به، فماذا لو كان هذا القرار سارياً على مستوى الأمة؟! إذاً: لتغير الحال، فإن استخدمت الأمة كل هذه الخيارات السلمية ولم تجد شيئاً مع السفاح شارون -وأنا أعلم أنها لن تجدي شيئاً، لكن هذا من باب الطرح- فحينئذ لا خيار أمام الأمة إلا أن تفتح الباب لملايين الرجال والشباب ممن تتحرق قلوبهم شوقاً للشهادة في سبيل الله.
أيها الأحباب! لماذا لا يمكن العلماء اليوم والدعاة من تجييش طاقة الأمة لإحياء روح الجهاد في سبيل الله؟! فليمت مليون! إلى أين يذهبون إن صحت النوايا إلى الفردوس الأعلى.
يا إخوة! تصوروا أن رجلاً قد أذنب ما قدر الله له أن يذنب -فنحن نؤمن بأن الخير والشر مخلوقان لله- ومع أول قطرة دم تنبعث من جسده الطاهر في ساحة الجهاد يغفر الله له كل ذنوبه! أي مكسب هذا في عالم المكسب والخسران؟ إما عظماء فوق الأرض بكرامة وإما عظام تحت الأرض، ونسأل الله الشهادة.
أقسم بالله أن نساءنا سيسبقنا وأن أطفالنا سيسبقوننا إلى هذه الساحة؛ لنعلم كلاب الأرض من اليهود مهما كانت مجنزراتهم وأسلحتهم درساً لا ينسوه أبداً.
ورب الكعبة سُيعلم شباب محمد صلى الله عليه وسلم كلاب الأرض من اليهود أن محمداً مات وما خلف بنات، بل خلّف رجالاً تحترق قلوبهم شوقاً للشهادة في سبيل الله.
فليفتح الباب، فليمت مليون مليونان عشرة ملايين الناس يريدون الشهادة.
أيها الأحبة! لو مكن العلماء الآن من وسائل الإعلام لجيشوا -والله- ملايين الشباب في الأمة ممن يتشوقون للجهاد في سبيل الله ضد كلاب الأرض من اليهود، ثم لو حكم الزعماء شرع الله فلا خوف من هذا الشباب؛ لأنه سيرجع ليسمع ويطيع هكذا علمنا نبينا، فشبابنا لا يبحث عن الزعامات، ولا يبحث عن القيادات، إنما يريد فقط أن يحكم بقال الله قال رسول الله، ولو حكمنا عبد حبشي مجدوع الأنف سنسمع له ونطيع، وسنكون سهاماً في كنانته يحركنا حيث شاء ما دام أنه يحركنا إلى مرضاة من يقول للشيء: كن فيكون.