أولاً: يجب على الداعي أن يتحرى الأوقات والأحوال الشريفة التي يستجيب الله تعالى فيها الدعاء، وهي بحمد الله وفضله كثيرة في هذه الأمة الميمونة المباركة: أولاً: من الشهور، شهر رمضان، وفي الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه وأحمد وغيرهما، وحسنه الحافظ ابن حجر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال:(ثلاثة لا ترد دعوتهم -وأولهم- الصائم حين يفطر) لك دعوة مستجابة أيها الصائم، فلا تنس نفسك بهذه الدعوة المقبولة إن شاء الله جل وعلا.
ومن الأيام يوم عرفة:(إن أكرم الدعاء يوم عرفة وهو دعاء مستجاب) كما ورد في حديث الترمذي وحسنه، وكذلك يوم الجمعة، فإن النصوص قد تواترت على أن في الجمعة ساعة إذا سأل العبد ربه حاجة استجاب الله جل وعلا وأعطاه إياها.
كذلك من أوقات القبول ومن الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، ليلة الجمعة كيوم الجمعة أيضاً.
ومن الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء من الساعات: ساعات الثلث الأخير من الليل، ولقد ورد الحديث في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:(ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا) نزولاً يليق بكماله وجلاله، فكل ما دار ببالك فالله خلاف ذلك، فلا تقل: ينزل بكيفية كذا، أو كيف يتنزل الله جل وعلا؟ كما قرأنا في كتب لعلماء كبار أنهم يقولون: إن صفة النزول هي: تنزل رحمة الله جل وعلا، لماذا؟ هل أنت أعلم بالله من الله؟ هل أنت أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الرسول يقول: ينزل الله، ولكن صفة النزول إذا ما اقترنت بالله فإنها لا تشبه صفات المخلوق أبداً:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:١١](ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأول، ويقول: أنا الملك، أنا الملك، من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يضيء الفجر).
فهيا أيها الحبيب قم في أوقات القبول، وفي أوقات الإجابة.
أيضاً من الساعات التي يستجاب فيها: الدعاء بين الأذان والإقامة، والحديث رواه الترمذي وأحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:(الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد -وفي رواية الترمذي - قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة) أي: ادعوا الله جل وعلا بهذه الدعوة الجامعة: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة).
وأيضاً من الساعات التي يستجاب فيها الدعاء وأنت ساجد بين يدي الرب جل وعلا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث رواه مسلم:(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء) وهكذا أيها الأحباب!