أنا أقسم بالله! إن ما نراه الآن على أرض فلسطين وعلى أرض أفغانستان لهو النُّصْرَةُ الحقيقية لأولئك المستضعفين من رب العالمين، فلسطين الانتفاضة مضى عليها عام أو يزيد، اسأل الآن أي يهودي على أرض فلسطين: هل يشعر بالأمن؟ هل يشعر بالاستقرار؟ سل جنرالات اليهود الكبار.
يصرح أحد جنرالاتهم ويقول: صرت أخشى كل شيء في الشارع، صرت أخشى صندوق القمامة، صرت أخشى الدراجة التي تمر إلى جواري أن تنفجر في وجهي في أي لحظة، {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}[آل عمران:١٤٠].
ثم انظر إلى سلاح أولئك، وإلى ترسانة هؤلاء، انظر إلى سلاح اليهود، وسلاح المستضعفين الفلسطينيين، لا وجه للمقارنة، صار الحجر في أيدي الطفل المسلم يتلألأ ويتوهج كأنه قنبلة! أذكر ورب الكعبة كلما رأت عيني هذا المشهد الرقراق مشهد طفل يجري وراء جندي يهودي يجري أمامه وهو مدجج بالسلاح، يجري وراءه بالحجر، أتذكر قول ربي لنبيه:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}[الأنفال:١٧].
لماذا يجري اليهودي؟ لأنه جبان! ويقدم الطفل الفلسطيني الذي عَلَّمَ الدنيا كلها أن محمداً ما مات، وما خلف محمد بنات، بل خلف أطفالاً ورجالاً أبطالاً علموا الأمة كلها كيف يكون الذود عن الكرامة والعرض والمقدسات، علموا الحكام والزعماء حقيقة الشرف والبطولة وعظمة الفداء! إنه النصر، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ}[الحج:٤٠]، أقسم برب الكعبة إنه النصر.
مضى عام والأطفال الأبطال ما لانت لهم شكيمة، فما سلَّموا، ولا استسلموا، بل يركض الآخرون بِذُلًّ وعار للاستسلام ولتوقيع الذل والمهانة، لكن هؤلاء يأبون الذل، ويأبون التسليم، ويأبون إلا الكرامة، ويقفون في الصف، ويتصدون لهذه الترسانة الرهيبة اليهودية -أو إن شئت فقل: لهذه الترسانة الأمريكية- بكل عز وكرامة.
إنه النصر، صار كل وزير يهودي يخشى على نفسه، فتشوا في بيته، فتشوا في حديقته، يخشى من أي شيء، ماذا تريدون بعد ذلك؟