روى البخاري من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال:(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
الصحة نعمة ونحن لا نشعر بقدر هذه النعمة، بل يظن كثير منا أن النعمة فقط هي الأموال، فإن منَّ الله علينا بالأموال فهذه هي النعمة، وإن حجب الله عنا المال، ومنَّ علينا بنعمة الإيمان ونعمة الإسلام، فهذه نعمة، فمن أجل النعم نعمة الإيمان والتوحيد لله جل وعلا.
قال الشاعر: النفس تجزع أن تكون فقيرة والفقر خير من غنى يطغيها وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها وقال آخر: هي القناعة فالزمها تكن ملكاً لو لم تكن لك إلا راحة البدن وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الطيب والكفن ما أخذ دولاراً ولا ديناراً ولا سيارة ولا عمارة، ما أخذ شيئاً إلا العمل الذي سينفعه بين يدي الله جل وعلا، فالفراغ مقتلة وهو في الوقت نفسه نعمة إن استخدمت هذه النعمة في طاعة الله، والصحة نعمة وهي في الوقت نفسه مقتلة إن استخدمها الإنسان في معصية الله وتجبر بها على خلق الله، وطغى بها على عباد الله، (الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس) قال الحافظ ابن حجر: فمن استغل صحته وفراغه في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استغل صحته وفراغه في معصية الله فهو المغبون.