للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام قادم بوعد الله أولاً وبأنصاره ثانياً

فيا عباد الله ويأيها المسلمون! الموضوع طويل جداً، ولكنني أريد أن أضع النقاط على الحروف وأقول: مهما كانت الحروب التي تُكاد للإسلام وتدبر للمسلمين فإن وعد الله قائم، وإن المستقبل لهذا الدين، رغم كيد الكائدين، والإسلام ما دخل معركة إلا وانتصر فيها بإذن الله جل وعلا وهو أعزل من السلاح بالمقارنة إلى ما يوجد عند غيره من سلاح ومن عتاد، الإسلام هو الذي قهر التتار، الإسلام هو الذي كافح الصليبين، الإسلام هو الذي كافح الاستعمار البريطاني في السودان، الإسلام هو الذي كافح الاستعمار البريطاني في مصر، الإسلام هو الذين كافح الاستعمار الفرنسي في الجزائر وهو أعزل من سلاحه، إلا من قوة الحق التي أودعها الله فيه، فمعه الحق، ومعه رصيد فطرة الإنسان، ورصيد فطرة الكون، فمن كان الله معه فمن يكون ضده، ومن يكون عليه؟ {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:٢١].

فوعد الله جل وعلا قائم يا عباد الله، وعد الله لا يخلف {إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران:٩] ولكن هل يتنزل النصر كما يتنزل المطر من السماء؟ أتظنون ذلك؟ أبداً الأمر يحتاج إلى كفاح، ويحتاج إلى جهاد، ويحتاج إلى رجال، ويحتاج إلى أطهار، ويحتاج إلى أبرار، ويحتاج إلى أهل صدق، ويحتاج إلى أهل رجولة، يحملون الإسلام من جديد، يرتفعون إلى مستوى هذا الدين الذي ما أنزله الله إلا ليقود البشرية جمعاء، نريد رجالاً يرتفعون إلى هذا المستوى العالي، إلى مستوى هذا الدين الذي ما أراده الله إلا ليقود البشرية جمعاء، النصر لا يتنزل كنزول المطر، ولكن النصر يتنزل بأسباب أودعها الله في كونه، فإن أخذنا بهذه الأسباب جاءنا نصر مسبب الأسباب جل وعلا، وإن تخلينا عن هذه الأسباب فلا نصرة لنا ولو كان قائدنا ومعنا في المعركة هو محمد صلى الله عليه وسلم، لو كان قائدنا في المعركة رسول الله وتخلينا عن أسباب النصر والنصرة ما جاءنا النصر من الله جل وعلا، ذلك وعد الله أيضاً وسنن الله الثابتة، وسنن الله القائمة، يوم أن تخلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد واختلت بعض أسباب النصر، كانت النتيجة كما تعلمون جميعاً، فالله جل وعلا أودع الكون أسباباً ونواميساً وقوانيناً لا بد أن نرتفع إلى مستواها، ولا بد أن نأخذ بها حتى يأتينا نصر الله جل وعلا.