[عقيدة الشيعة والرافضة في الرجعة]
رابعاً بإيجاز شديد: الرجعة، وهذا معتقد من معتقد الروافض أو الشيعة، والرجعة هي: رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة، سواء كان هؤلاء الذين يرجعون إلى الدنيا من الصالحين أو حتى من الفاسدين، هذا معتقد عند الروافض، فإنهم يعتقدون بأن أناساً سيرجعون إلى الحياة الدنيا بعد موتهم قبل يوم القيامة، والراجعون إلى الدنيا -كما يعتقدون- فريقان: أحدهما: من علت درجته في الإيمان.
والآخر: من بلغ الغاية في الفساد.
وهذا موجود في كتاب المفيد (أوائل المقالات) (ص:٩٥)، فقد ذكر أنهم يعتقدون أن الذين يرجعون إلى الدنيا ينقسمون إلى فريقين: الأول: هو من علت درجته في الإيمان، والثاني: من بلغ الغاية في الفساد.
وزمن الرجوع عندهم هو عند قيام مهدي آل محمد عليهم السلام.
وعقيدة الرجعة من أصول المذهب الشيعي، فمن رواياتهم العجيبة جداً أنهم يقولون: ليس منا من لم يؤمن بكرتنا.
يعني: برجعتنا.
وهذا موجود في كتاب (من لا يحضره الفقيه) لـ ابن بابويه القمي المجلد الثاني (ص:١٢٨)، وموجود في كتاب (الوسائل) للحر العاملي المجلد السابع (ص:٤٣٨)، وموجود في تفسير (الصافي) المجلد الأول (ص:٣٤٧).
ويقولون مرة أخرى: ليس منا من لم يؤمن بكرتنا.
فالروافض والشيعة مجمعون على اعتقاد الرجعة.
ويقول المفيد عالمهم المشهور: اتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات.
ويقول الحر العاملي: إنها موضع إجماع جميع الشيعة الإمامية، ويقول: إنها من ضروريات مذهب الإمامية، ويقول: إننا مأمورون بالإقرار بالرجعة واعتقادها، وتجديد الاعتراف بها في الأدعية والزيارات، وفي يوم الجمعة، وفي كل وقت، كما أننا مأمورون بالإقرار في كثير من الأوقات.
وهذا أمر عجيب! حيث يعتقدون أنهم لابد أن يكرروا ويؤكدوا مسألة الرجعة -كما قال: وفي كل وقت! - يقول: كما أننا مأمورون بالإقرار في كثير من الأوقات أن نؤكد قضية التوحيد والنبوة والإمامة والقيامة.
وهذا الكلام موجود في كتاب (الوسائل) للحر العاملي (ص:٦٤)، وكذلك موجود في كتاب (أوائل المقالات) للمفيد وهو من أكابر علماء الشيعة كما ذكرت.
إذاً: الرجعة معناها أنهم يعتقدون برجوع بعض الأموات، سواء من المؤمنين ممن بلغوا درجة عالية في الإيمان، أو ممن وصلوا إلى الحضيض في الفساد والفسق.