بالرغم من ضراوة هذه الحرب المعلنة التي لن تنته إلى قيام الساعة كما قال عز وجل:{وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}[البقرة:٢١٧]، بالرغم من ضراوة هذه الحرب الخطيرة المعلنة من أعدائنا الظاهرين الحقيقيين الواضحين فإنني أقول: إن مكمن الخطر يتمثل في أن تعلن الحرب على الإسلام والمسلمين على أيدي الكثيرين من أبنائه ممن يتكلمون بألسنتنا، ويتزيون بزينا، إن مكمن الخطر -بالرغم من ضراوة هذه الحرب المعلنة- يكمن في أن تعلن الحرب في كل زمان ومكان على أيدي الكثيرين من أبناء هذا الدين، ممن يتسمون بالمسلمين من بني جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا، وقد حذرنا الله شرهم، وحذرنا النبي شرهم، ووصفهم لنا وصفاً دقيقاً محكماً، ولكن يبدو أن الأمة تنسى أو تتناسى، ويبدو أن الأمة تغفل، ولا تجيد أن تفرق بين أعدائها الحقيقيين الذين يلبسون عباءة الإسلام في كل زمان وحين وبين الدعاة الصادقين والهداة المخلصين الذين تحترق قلوبهم كمداً وحزناً على أحوال الأمة، فينطلقون وهم يحملون أنفاسهم ونفوسهم على أكفهم، ويصرخون بالأمة أن ترجع إلى أصل علمها، ونبع شرفها، وأن تعلن الحرب، وأن تنابذ كل هذه المؤتمرات المشبوهة، وكل هذه المؤامرات الحاقدة، وأن تستيقظ الأمة لنفسها، وأن تحرص الأمة على دينها، وأن تعض الأمة بالنواجذ على دعوة الحبيب نبيها صلى الله عليه وآله وسلم.