الشرط الرابع من شروط (لا إله إلا الله) التي لا ينتفع قائلها إلا بها: الانقياد: والانقياد هو: الاستسلام والإذعان والتسليم لأمر الله عز وجل، وهذا الانقياد له شروط: أول شرط من شروط الانقياد: هو قبول شرع الله ورفض شرع ما سواه، من قوانين ديمقراطية علمانية شيوعية بعثية إلى آخره.
الشرط الثاني من شروط الانقياد هو: لا دين إلا ما شرعه الله في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله عز وجل، ولا يحق لأي سلطان، ولا لأي هيئة، ولا لأي جماعة، ولا لأي مجلس، ولا لأي سلطة: أن تشرع للناس من دون الله عز وجل، بل إن الحلال ما أحله الله والحرام ما حرم الله عز وجل.
الشرط الثالث من شروط الانقياد هو: نفي النسك عن غير الله عز وجل، أي: نفي العبادة عن غير الله، وتوجيهها لله جل وعلا وحده، كما قال الله سبحانه:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[الأنعام:١٦٢ - ١٦٣].
فتوجه العبادة كاملة بركنيها من كمال الحب وكمال الذل إلى الله جل وعلا.
فلا عبادة إلا لله، مع الكفر بجميع الطواغيت، والإيمان بالله وحده:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ}[البقرة:٢٥٦]؛ قدم الله الكفر بالطاغوت على الإيمان به؛ لأنه لابد من التخلية قبل التحلية:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:٢٥٦].