أيها الحبيب الكريم! روى مسلم في صحيحه من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال:(إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تعالى: يا أهل الجنة هل رضيتم؟ فيقول أهل الجنة: وما لنا لا نرضى وقد أدخلتنا الجنة، وأنجيتنا من النار، فيقول الله جل وعلا: أفلا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقول أهل الجنة: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول الله جل وعلا: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً).
أيها الأخيار! إن نعيم الجنة الحقيقي ليس في لبنها، ولا خمرها، ولا ذهبها، ولا قصورها، ولا حريرها، ولا حورها، وإنما نعيم الجنة الحقيقي في رؤية وجه ربها، قال جل جلاله:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:٢٢ - ٢٣] قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس:٢٦] والحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي أن تتمتع بالنظر إلى وجه الله في جنات النعيم.
أيها الحبيب الكريم! هذا هو طريق السعادة، فداوم على هذا الدرب، واحرص عليه، واحرص على السير على طريق محمد بن عبد الله، فوالله ثم والله لن تشعر في دنياك بالسعادة ولا بنجاة وفوز وفلاح في أُخراك، إلا إذا سلكت هذا الدرب وهذا الطريق.
والله أسأل أن ييسر لي ولكم هذا الدرب، وأن يثبتنا وإياكم عليه.
اللهم اجعلنا من أهل السعادة في الدنيا والآخرة، اللهم يسرنا بفضلك لليسرى، اللهم ارزقنا التقى والعفاف والغنى.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.