[من علامات الساعة الصغرى انحسار نهر الفرات عن جبل من الذهب]
العلامة التاسعة والثلاثون: حسر نهر الفرات عن جبل من الذهب، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو)، وفي رواية في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال:(يوشك أن يحسر الفرات -أي: نهر الفرات- عن جبل من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً)، وفي رواية:(يوشك أن يحسر نهر الفرات عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله.
قال: فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون).
ومن باب الأمانة العلمية ذكر الحافظ ابن حجر أن انحسار نهر الفرات عن جبل الذهب يكون عند ظهور المهدي عليه السلام، وأذكر أنني قد ذكرت لكم قبل ذلك أن جريدة الأخبار قد نشرت هذا الخبر، وربما نشرت وكالات الأنباء خبر اكتشاف جبل من الذهب في نهر الفرات في سوريا، ثم قرأت في جريدة الأهرام بعد هذا الخبر بأيام قليلة خبراً عن بعثة علمية روسية أمريكية مرسلة لدراسة هذه الظاهرة.
لا شك أن النبوءة النبوية لم تتحقق بكل جزئياتها المذكورة في الأحاديث التي ذكرت الآن، فالنبوءة النبوية تتحدث عن انحسار ماء الفرات عن جبل من الذهب، ثم الاقتتال، وسواء ظهر الجبل أو اكتشف الجبل، فإنه لم ينحسر نهر الفرات بعد، ولم يتقاتل عليه، وأنتم ترون الآن الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية بين تركيا وإسرائيل من ناحية، وتعلمون الخلاف الشديد بين تركيا وبين العراق وسوريا من ناحية أخرى، وهذا أمر جليل، فمن المعلوم أن الحرب القادمة لن تكون حرب بترول، وهذا لا نزاع فيه، وإنما ستكون الحرب القادمة حرب مياه، فمياه المسلمين الآن تتسرب إلى إسرائيل، حتى من ماء الفرات! عن طريق الاتفاقيات والأحلاف العسكرية الجديدة بين إسرائيل وتركيا.
ولا شك أننا في انتظار بقية أجزاء النبوءة النبوية أن تحدث بمثل ما أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، فكما أن شطر النبوءة قد ظهر فنحن لا زلنا في انتظار أجزاء النبوءة النبوية أن تظهر بمثل ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه علامة عجيبة!