ما الذي يجب على أهل الميت إذا مات صاحبهم وأسلم الروح لخالقها وبارئها جل وعلا؟ يجب عليهم أمور منها: أن يغمضوا عينيه، فإن البصر يتبع الروح حين تخرج من الجسد.
ومن الأحكام التي تلزم من حضر الميت: أن يغطي الميت بثوب يستر جميع بدنه، كغطاء أو ثوب أو أي شيء يغطي جميع البدن حتى الوجه؛ لما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها:(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببردة حِِبْرة أو حَبِرَة، وهي بردة من برود اليمن، يعني: غطي جسده كله عليه الصلاة والسلام، ولم يكشف هذه البردة إلا الصديق حينما دخل على الحبيب بعدما أتى من بيته في السنح، ووجد الناس يصرخون أمام المسجد النبوي، فدخل الصديق على حبيبه فوجده مسجى -أي: مغطى- فكشف الغطاء عن وجهه وقبله بين عينيه، وقال: طبت حياً وميتاً يا رسول الله! أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد ذقتها، ولا ألم عليك بعد اليوم).
وفى رواية حسنها شيخنا الألباني -رحمه الله تعالى- في مختصر الشمائل:(أن الصديق نادى على نبيه وقال: وانبياه! واخليلاه! واحبيباه! أما الموتة التي قد كتبها الله عليك فقد ذقتها، ولا ألم عليك بعد اليوم).
فمن السنة إذا مات الميت أن يغطى جسده كله، هذا إن مات الميت وهو غير محرم بحج أوبعمرة، فإن مات الميت وهو محرم بحج أو عمرة فلا يغطى رأسه، ولا يغطى وجهه؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين قال:(بينما رجل واقف بعرفة -لابس الإحرام -إذ وقع عن راحلته فوقصته -وطأته الناقة- فمات بلباس الإحرام، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه -أي: في الإزار والرداء- ولا تحنطوه)، وفى رواية:(ولا تطيبوه، ولا تخمروا رأسه ولا وجهه -أي: لا تغطوا رأسه ولا وجهه- فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً) وقد قال الصادق صلى الله عليه وسلم: (يبعث كل عبد على ما مات عليه).