الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! وأخيراً: المستقبل للإسلام، وأنا ألمح رياحاً عاتية من القنوط واليأس والشك والخوف على أهل الإسلام في هذه الأيام المقبلة، لا بملء الصوت، بل بأعلى الصوت وملء الفم، ولكن أقول: لا توجد قوة على وجه الأرض، ولن توجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن تطفئ نور الله، كما قال عز وجل:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[الصف:٨ - ٩].
ولو حورب دين على وجه الأرض بمثل ما حورب به الإسلام لما بقي له على وجه الأرض من سبيل.
وأكرر: لو حورب دين على وجه الأرض -من الأديان الباطلة- بمثل ما حورب به الإسلام ما بقي له على وجه الأرض من سبيل.
فمن أول لحظة والإسلام محارب، ولكن الله أهلك كل من وقف في طريق الإسلام، وأبقى الله الإسلام شامخاً، وسيبقى بموعود الله وموعد الصادق رسول الله، كما قال الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ}[الأنفال:٣٦]، بالمليارات {لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}[الأنفال:٣٦].