للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقارة الدنيا]

أيها الحبيب الكريم: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ} [ق:٢٠] (يُؤتى بأنعم رجلٍ في الدنيا، ويغمسه الله غمسة واحدة في جهنم، ويقول له: هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا وعزتك ما رأيت نعيماً قط، ويؤتى بأتعس رجل من أهل الدنيا -ولكنه يوم القيامة من أهل الجنة- فيغمسه الله غمسة واحدة في جنات النعيم ويقول له: هل رأيت بؤساً قط؟) تذكر الآلام والمحن والفتن والاتهامات والابتلاءات والأذى: (هل رأيت بؤساً قط؟! فيقول: لا وعزتك ما رأيت بؤساً قط) أنساه نعيم الجنة كل بؤسٍ وشقاء، كما أن الأول أنساه جحيم جهنم كل نعيمٍ في الدنيا.

أيها الحبيب: إن الدنيا قصيرة، مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة؛ لأن الليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر، ولأن العمر مهما طال لا بد من دخول القبر، وأريد أن أبشركم أيها الشباب! أيها الأطهار! أيها الأخيار! يا من عضضتم بالنواجذ على دينكم، في وقتٍ تكال لكم فيه الضربات كيلاً، وتصب على رءوسكم المحن صباً! اعلموا أن سلعة الله غالية: (ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:٢١٤].