السبب الثاني من أسباب الرزق: الاستغفار، والمداومة، والاستقامة على منهج العزيز الغفار.
قال تعالى:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}[نوح:١٠ - ١٣] أي: مالكم لا توحدون الله حق توحيده، ولا تعبدون الله حق عبادته، ولا تقدرون الله حق قدره، ولا توكلون على الله حق توكله؟! يا من حرمت من نعمة الأولاد! داوم على الاستغفار، {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}[نوح:١٢ - ١٣]، وفي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده وصححه العلامة أحمد شاكر، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).
وقال تعالى:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}[الجن:١٦] أي: لو استقاموا على منهج الله تعالى وعلى أوامره وحدوده؛ لرزقهم الله تبارك وتعالى رزقاً واسعاً طيباً.
روى الإمام أبو داود والترمذي وغيرهما بسند صححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من نزلت به فاقة -أي فقر وحاجة- فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله يوشك الله له برزق عاجل أو آجل).
وفي الحديث الذي رواه أبو داود بسند صحيح من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(تابعوا بين الحج والعمرة)، سبحان الله! ما علاقة الحج والعمرة بالرزق؟ اسمع للمصطفى صلى الله عليه وسلم:(تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة).