التشكيك فيمن نقل إلينا النص، وهم الصحابة رضوان الله عليهم، يضخمون العقل لإلغاء النص، ثم يشككون في حملة النص ونقلة النص، فأعلنوا الحرب الهوجاء على الصحابة الأبرار الأطهار الأخيار.
فخرج علينا ساقط وضيع، وشيخ من شيوخ الضلال، ليقول في كتاب من كتبه الخبيثة، ولا حاجة إلى ذكر أسماء هذه الكتب على هذا المنبر الطاهر، حتى لا أروج لهذه الكتب الخبيثة بين هذه الألوف المؤلفة من المسلمين، فليس من الحكمة البتة أن أذكر أسماء هذه الكتب، ولا أسماء هؤلاء الساقطين الذين ألفوها وسطروها؛ لأننا بذلك نرفع من قدرهم، ولا أريد في الوقت ذاته أن أروج لهذه الكتب، وقد لا يطلع أو لم يطلع عليها إلا القلة القليلة.
يقول شيخ من هؤلاء الشيوخ الضلال: إن الصحابة كانوا يمثلون مجتمعاً متحللاً مشغولاً بالرذائل والهوس الجنسي، ولم تكن التجاوزات مقصورة على مشاهير الصحابة بل تعدتهم إلى صحابيات معروفات! ثم يقول الخبيث: ولما كان التقاء الذكر بالأنثى والأنثى بالذكر طقساً يومياً من الطقوس الاجتماعية المعتادة في مجتمع يثرب، فقد اضطر محمد رفعاً للحرج أن يبيح لأصحابه أن يمروا في المسجد وهم جنب.
ويقول خبيث آخر: لما أرسل علي رضوان الله عليه ابنته أم كلثوم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليخطبها أسرع إليها عمر ليكشف الثوب عن ساقيها ليعاين جودة البضاعة! خبيث مجرم! أتحداه وأتحدى أشكاله وأمثاله أن يتطاولوا على قسيس أو على مسئول أو على حاقد، لكنهم يتطاولون على القمم! على أصحاب النبي الأطهار! وأكتفي لأشفي ما في قلبي وفي قلوب المسلمين بقولة للإمام مالك، إمام دار الهجرة إذ يقول: إذا وجدت الرجل يحمل في قلبه غيظاً على أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد أصابه قول الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}[الفتح:٢٩].
وقال الحافظ أبو زرعة رحمه الله تعالى: هؤلاء يريدون أن يهدموا الصحابة ليبطلوا القرآن والسنة؛ وذلك أن الله حق، والقرآن حق، والرسول حق، والذي نقل إلينا كل ذلك هم الصحابة، فهؤلاء يريدون أن يهدموا الصحابة ليبطلوا القرآن والسنة.
وهأنتم ترون بعد حربهم على الصحابة يعلنون الحرب على العلماء وعلى الدعاة؛ لأنهم يمثلون ميراث الأنبياء، ويحملون ميراث أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيسبون العلماء والدعاة علناً، ويسبون الصحابة رضوان الله عليهم علناً دون أدنى خجل أو وجل، والله تعالى يزكي الصحابة ويقول:{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة:١٠٠].
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد:(لا تسبوا أصحابي فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
ثم تجاوزوا هذه المرحلة الثانية من مراحل هذا المنهج المدروس والمخطط الخبيث، إلى المرحلة الثالثة ألا وهي: