للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قصة فيها درس]

وأختم بهذه القصة اللطيفة التي طالما ذكرت بها؛ لأبين أين نحن من المحبة الصادقة؟! فلقد جاء تلميذ إلى أستاذه وقال: يا أستاذي! علمت أنك ترى رسول الله في رؤياك.

قال: وماذا تريد يا بني؟ قال: علمني كيف أراه؛ لأنني في شوق لرؤياه؟ فقال أستاذه: أنت مدعو لتناول العشاء معي في بيتي في هذه الليلة؛ لأعلمك بعد ذلك كيف ترى حبيبك رسول الله، فذهب التلميذ إلى أستاذه، ووضع الأستاذ العشاء بين يدي تلميذه، وأكثر فيه الملح، ومنع عنه الماء! فطلب التلميذ الماء مراراً، فأبى عليه أستاذه، بل وأصر عليه أن يزيد في الطعام! ثم قال له: نم، وإن استيقظنا قبل الفجر -إن شاء الله- فسأعلمك كيف ترى النبي في رؤياك، فنام التلميذ يتلوى من شدة العطش! ويتألم من الظمأ! فلما استيقظا قال له أستاذه: أي بني! قبل أن أعلمك كيف ترى النبي أسألك: هل رأيت الليلة شيئاً في النوم؟ قال: نعم.

قال: ماذا رأيت؟ قال: رأيت الأمطار تمطر، والأنهار تجري، والبحار تسير!! لأنه نام وهو يتلوى من شدة العطش فرأى الماء في كل رؤياه! فقال أستاذه: نعم، يا بني! صدقت نيتك فصدقت رؤيتك، ولو صدقت محبتك لرأيت رسول الله!