أيها الأحبة: السبيل الموصل إلى الجنة: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}[يوسف:١٠٨] على حِلْم، وعلى حكمة وفهم، وعلى علم دقيق بواقع الأمة، فلا ينبغي أن يكون الدعاة بدعوتهم في واد والأمة بجراحاتها في واد آخر، هذا ليس من فقه الدعوة إلى الله، إنما ينبغي أن ينظر الداعية بعينٍ متبصرة وبفهم دقيق ووعي عميق لواقع الأمة وآلامها وآمالها؛ لأن الأمة المسكينة تسمع العلمانيين وتسمع المفكرين والصحفيين، كلٌ يدلو بدلوه مع أي حدث، وتبقى الأمة المسكينة في أمسِّ الحاجة لتسمع الكلمة الصادقة الهادفة ممن يقولون: قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم، الذين يشخصون الداء بدقة وأمانة، ويحددون الدواء كذلك بدقة وأمانة.