للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المرحلة الأولى]

عنصرنا الثاني: كيف جمع القرآن؟ وكيف وصل إلينا المصحف الإمام؟ والجواب باختصار سريع: المرحلة الأولى من مراحل جمع القرآن كانت على عهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي المرحلة التي جمع القرآن فيها في صدر النبي وفي صدور الصحابة، فقد من الله عليهم بملكة حفظ جليلة، حفظ النبي القرآن وانتقل القرآن من صدر النبي إلى صدور الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم من شدة حرصه على القرآن يتعجل بالتلاوة خلف أمين وحي السماء فنزل قول الله جل وعلا: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} [القيامة:١٦ - ١٧] , أي: في صدرك {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} [القيامة:١٧ - ١٨] , أي: قرأه جبريل عليه السلام، أو قرأناه على لسان جبريل، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:١٨ - ١٩]، سيبينه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.

فجمع القرآن في صدر النبي، واتخذ النبي مجموعة من كتاب الوحي كـ زيد بن ثابت رضي الله عنه الذي سماه الإمام البخاري بكاتب النبي، وكـ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وغيرهم رضوان الله عليهم، فكان النبي إذا نزل عليه جبريل بالآية أمر كتاب الوحي فنسخوها في الجلود والعسب واللخاف وهي نوع من أنواع الحجارة الرقيقة كان يكتب عليها, والعسب جمع عسيب، وهو جريد النخل، كانوا يكتبون عليه أيضاً، فكان يأمر النبي صلى الله عليه وسلم كتبة الوحي بكتابة الآيات كما يمليها عليهم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وظل القرآن مكتوباً في هذه المرحلة في الجلود والعسب، أي: في جريد النخل، ومكتوباً على الحجارة، وفي صدور الرجال إلى أن مات سيد الرجال صلى الله عليه وسلم.