الشرط الخامس من شروط (لا إله إلا الله) الذي لا ينتفع قائلها إلا بها هو: الصدق، والصدق شرط رئيسي من شروط لا إله إلا الله، فمن قالها بلسانه وكذبها بقلبه فهو منافق؛ لقول الله عز وجل:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}[المنافقون:١] قالوا: نشهد أنه لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ولكنهم قالوها بألسنتهم، وكذبوها بقلوبهم والعياذ بالله.
فإن من الناس من يقول: لا إله إلا الله بلسانه -وما أكثر هؤلاء! - ويكذبها بقلبه، مع أنه يقولها بلسانه، بل ويجري اللسان فيها كالسهم، وترتلها الألسنة كدخان في الهواء، ثم تلوكها الألسنة، لكن لم يكن لقولها معنى، ولم يعد لها مقتضى، وإنما قالتها الألسنة، وكذبتها القلوب والعياذ بالله؛ فهذا هو عمل أهل النفاق! فالصدق شرط رئيسي؛ ولذلك ورد في الحديث الذي رواه الإمام البخاري من حديث معاذ رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه حرمه الله على النار).
وفي قصة ضمام بن ثعلبة الذي رواها الإمام مسلم، أنه جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أركان الإسلام، وقال:(والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن! وانصرف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق)، وفي رواية:(لئن صدق ليدخلن الجنة).
فالصدق: أن تقولها بلسانك، وأن تصدقها بقلبك، هذا بإيجاز شرط الصدق.