للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منهج الله يحقق الرخاء الاقتصادي]

ومنهج الله قد حقق الرخاء الاقتصادي، أجل والله لقد جاء اليوم الذي أرسل فيه أمير من أمراء المؤمنين وخليفة من خلفاء المسلمين منادياً ينادي في الناس: من كان فقيراً فحاجته من بيت مال المسلمين.

فأغنى الفقراء، وظلت البركة في بيت المال، وأعاد الله زماناً كانت حبة القمح فيه بمقدار نواة التمرة، وكتب عليها: هذا يوم أن كانت بركة الله في الأرض، كما قال عبد الله ابن الإمام أحمد في المسند، حبة القمح بمقدار نواة التمرة يوم أن كانت البركة في الأرض.

ونادى المنادي مرة أخرى: من كان عليه دين فسداد دينه من بيت مال المسلمين.

وسددت الديون، وبقيت البركة باركة في بيت المال.

ونادي المنادي مرة ثالثة: يا معشر الشباب! من أراد منكم الزواج فزواجه من بيت مال المسلمين.

فزوج الشباب، وحقق منهج الله الرخاء في الأرض.

ألسنا على يقين من قول الله: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف:٩٦]، ألسنا على يقين من قول الله جل وعلا: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} [نوح:١٠]، ذلك وعد الله عز وجل.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

فيا أيها الأحبة: لا سعادة ولا فلاح إلا بالعودة إلى منهج الله كما أراد الله وكما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس الإيمان كلمة تقال باللسان فحسب، ولكن الإيمان حقيقة ذات تكاليف، وأمانة كبيرة ذات أعباء، ومسئولية عظمى ذات مقتضيات، ورحم الله الحسن حيث قال: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، فمن قال خيراً وعمل خيراً قبل منه، ومن قال خيراً وعمل شراً لم يقبل منه.

إننا في أمس الحاجة إلى أن نحول إسلامنا إلى عمل وإلى واقع، أذكر نفسي وإياكم بذلك، وأسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يشرفنا وإياكم بالعمل لهذا الدين، وأن يقر أعيننا وإياكم بنصرة الإسلام وعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم لا تدع لأحد لنا ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عاصياً إلا هديته.