[لابد من إخلاص التوحيد ومطابقة القول للعمل]
من الناس الآن من يردد بلسانه: لا إله إلا الله، لم يصدق قلبه هذه الكلمة, ولم يخلص العبادة لله جل وعلا, بل ذهب ليصرف العبادة لغير الله، فهو لا يعرف لكلمة التوحيد معنى، ولا يقف لها على مضمون، ولا يعرف لها مقتضى.
ومن الناس من يردد بلسانه: لا إله إلا الله، وقد انطلق حراً طليقاً ليختار لنفسه من المناهج الأرضية والقوانين الوضعية الفاجرة ما وضعه المهازيل من خلق الله.
ومن الناس من ردد بلسانه: لا إله إلا الله، وهو لم يحقق لله الولاء ولا البراء.
ومن الناس من ردد بلسانه كلمة: لا إله إلا الله، وقد ترك الصلاة وضيعها, وضيع الزكاة والحج مع قدرته واستطاعته, وأكل الربا, وشرب الخمر, وباشر الزنا, وأكل أموال اليتامى, يسمع الأمر فيهز كتفيه في سخرية وكأن الأمر لا يعنيه, ويسمع المواعظ فيهزأ وكأن الأمر لا يعنيه.
فلا بد من إخلاص التوحيد، فكلمة التوحيد ليست مجرد كلمة يرددها الإنسان بلسانه وفقط، لا.
بل إن الإيمان: قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان.
ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، فمن قال خيراً وعمل خيراً قبل منه، ومن قال خيراً وعمل شراً لم يقبل منه.
وفي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) , وفي رواية عتبان بن مالك: (فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله) , إنه إخلاص التوحيد.