[واجبنا في الدفاع عن الجناب النبوي الشريف]
أيها المسلم بين يدي! تعلم عقيدة الولاء والبراء، هذا هو ما في مقدورك الآن، فأنا لا أريد أن أنظر فقط، وأن يخرج الجمع يلتهب، ثم يتساءل: ماذا نصنع؟ وماذا نفعل؟ لا أريد التنظير، وإنما سأحدثك بما يمليه علينا الواقع الآن، أما إن أردت التنظير فما أيسره! فأقول لك أيها الحبيب: تعلم الآن عقيدة الولاء والبراء، تعلم الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، وتعلم البراء من الشرك والمشركين، وحول هذه العقيدة في حياتك العملية إلى واقع عملي وإلى منهج حياة.
ثانياً: علم هذه العقيدة لأولادك.
ثالثاً: أخرج من بين أولادك رجلاً، وقل: اللهم إني قد نذرت هذا لك، فتقبله مني يا رب العالمين شهيداً في سبيلك، رب أولادك على روح الجهاد.
رابعاً: استعد أنت استعداداً نفسياً وبدنياً ليوم قادم بموعود الله، إن أدركته فأنت مستعد، وإن لم تدركه فقدم له ولدك، قدم لهذا اليوم المقبل ولدك، أخرج من بيتك رجلاً بطلاً، يعرف الإسلام ويعيش للإسلام وبالإسلام.
وأنتِ يا أختاه كوني عوناً للزوج في هذه المرحلة على أن تربي أولادكِ تربية طيبة، تليق بهذه الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا، فلن يحرر الأقصى إلا جيل تربى على القرآن والسنة، وإن أول من سيفر من الميدان هم الذين يرفعون الآن فوق الرءوس والأعناق من الممثلين والممثلات، والمطربين والمطربات، واللاعبين واللاعبات، ولن يقف في الميدان برجولة إلا من كان من أبناء الأمة الصادقين في مشارق الأرض ومغاربها، أسأل الله أن يرد الأمة إلى الحق رداً جميلاً.
أيها المسلم الكريم: أرجو الله أرجو الله أرجو الله أن نكون كهؤلاء البكائين الذين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم ليحملهم إلى الجهاد في سبيل الله، فاعتذر لهم النبي أنه لا يجد لهم الناقة، ولا يجد لهم الدابة، ولا يجد لهم النفقات، فمنا الآن من لا يملك الناقة، ومن لا يملك النفقات، بل ومن ملك الذهاب إلى ساحة جهاد فسيحال بينه وبين الجهاد على أيدي هؤلاء الذين رفعوا الذل والمهانة.
فأرجو الله -والله يعلم ضعفنا وفقرنا وذلنا- أن نكون من بين هؤلاء الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحملهم معه، فلما اعتذر لهم رسول الله تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً أن رسول الله لا يقدر على أن يحملهم للجهاد، فعادوا إلى بيوتهم وهم يبكون، عادوا إلى بيوتهم وهم يتضرعون إلى الله أن يفتح لهم باباً للجهاد في سبيل الله.
فأر الله اليوم من قلبك هذه النية، أروا الله اليوم من أنفسكم خيراً، فوالله ثم والله ثم والله لو سألنا الله الشهادة بصدق لكتبنا الله عنده في الشهداء، ولبلغنا الله منازل الشهداء ولو مات الواحد منا في مسجده الآن أو في فراشه أو في وظيفته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث سهل بن سعد، قال عليه الصلاة والسلام: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء)، وفي الصحيحين: (إن في المدينة أقواماً ما قطعتم وادياً، ولا سرتم مسيراً، ولا أنفقتم من نفقة إلا كانوا معكم شاركوكم الأجر، قالوا: كيف ذلك يا رسول الله؟ قال: حبسهم العذر).
يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحا إنا أقمنا على عذر نكابده ومن أقام على عذر كمن راح اللهم ارفع علم الجهاد، اللهم اقمع أهل الزيغ والفساد، اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك عمالة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك ضعف الموحدين، اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وفرج كروبنا، واكشف همومنا، اللهم فك أسرنا، اللهم تول أمرنا، اللهم أحسن خلاصنا، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا.
اللهم عليك باليهود، اللهم أذل اليهود، اللهم املأ بيوتهم ناراً، اللهم املأ قلوبهم ناراً، اللهم زلزل حصونهم، اللهم دمر بيوتهم، اللهم رمل نساءهم، اللهم شتت أطفالهم، اللهم املأ قلوبهم ناراً كما ملئوا قلوب الموحدين غيظاً، اللهم دمرهم قبل أن يدمروا الأقصى، اللهم دمر اليهود قبل أن يدمروا الأقصى، إلهنا! لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا سامع كل نجوى، يا عظيم الإحسان، يا دائم المعروف، يا ألله يا ألله يا ألله ارفع مقتك وغضبك عنا، لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام، وعز الموحدين، اللهم ائذن في تحرير الأقصى الأسير، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم إن أردت بالناس فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين ولا مفرطين ولا مضيعين، ولا مغيرين ولا مبدلين.
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فوفقه لكل خير، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره برحمتك يا أرحم الراحمين! نعوذ بك أن نغتال من فوقنا، نعوذ بك أن نغتال من تحتنا، نعوذ بك أن نغتال عن يميننا ويسارنا.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، اللهم احفظنا بحفظك يا أرحم الراحمين! اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا.
اللهم اجعل بلدنا مصر واحة للأمن والأمان، اللهم لا تحرم مصر من الأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين، اللهم ارفع عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وجميع بلاد المسلمين، اللهم اجعل مصر سخاءً رخاءً وجميع بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين! أحبتي الكرام! هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني أنا ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.