لقد بلغ عدد المساجد في قلعة الكفر ما يقرب من ألفي مسجد، ففي ولاية (نيويورك) وحدها مائة وخمسة وسبعون مركزاً إسلامياً ومسجداً.
حتى في هذه البلاد يظهر الإسلام، ألم يقل ربنا:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}[التوبة:٣٣]؟! إن الإسلام دين الفطرة، وإن الإسلام قادم لا محالة، مهما وُضِعت في طرقه العقبات والسدود والعراقيل:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:٣٣]، إنه وعد الله جل وعلا.
وآخر الإحصائيات في فرنسا تقول: عدد المسلمين في فرنسا يزيد على خمسة ملايين مسلم، وفي بريطانيا المجرمة: عدد المسلمين فيها الآن يزيد على مليوني مسلم، وفي كل سنة يدخل الإسلام من البريطانيين ما يزيد على الألفين من أصول بريطانية.
أرقام تبشر بخير، فالإسلام دين الفطرة كما ذكرنا، وهؤلاء إن سمعوا عن الإسلام وعرفوا صورته الحقيقية جاءوا مسرعين إلى دين الفطرة؛ لأنهم يعيشون حالة قلق رهيبة.
ومن سافر إلى بلاد الشرق والغرب ووقف على حجم عيادات الطب النفسي، عرف حجم هذا الخطر، فإنهم كما ذكرت قبل ذلك قد أعطوا البدن كل ما يشتهيه، وبقيت الروح في أعماق أبدانهم تصرخ وتبحث عن دوائها وغذائها، ولا يعلم دواء الروح وغذاءها إلا الله، قال جل في علاه:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء:٨٥].
وفي تركيا يريد العلمانيون الآن بكل قوة أن يخلعوا عنها عباءة الإسلام، يقول لي أخ تركي في هذه الزيارة الأخيرة: إن عدد المساجد في تركيا يزيد عن خمسة وستين ألف مسجد، ويقسم لي بالله أنهم في رمضان الماضي كانوا يصلون في صلاة الفجر خارج المسجد كأنهم في صلاة الجمعة، انظر إلى الطحن والضربات التي تكال على تركيا كيلاً، يريد أتباع أتاتورك الخبيث الهالك أن يجعلوها علمانية، بعيدة عن الإسلام!! ولكنهم عاجزون، إنهم يرقصون رقصة الموت؛ لما يرون كل يوم شباباً في ريعان الصبا، وفتيات في عمر الورود، يغذون هذا المد الإسلامي الهائل، لا أقول في مصر وفي بلاد المسلمين، بل في العالم كله!!