للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خصوص معنى الإيمان عند الاقتران]

الحالة الثانية لمرتبة الإيمان: إذا ذكر لفظ الإيمان مقترناً بلفظ الإسلام، فإن الإيمان في هذه الحالة يراد به الاعتقادات الباطنة, ويوضح ذلك أوضح بيان الحديث الذي رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وابن أبي شيبة وقال الإمام الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا علي بن مسعدة، وقد وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه آخرون من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإسلام علانية والإيمان في القلب).

ويوضح ذلك أيضاً أوضح بيان الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي وأحمد وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في دعاء الجنازة وقال: (اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام, ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان).

وهكذا -أيها الأحباب- إذا ذكر لفظ الإيمان مع الإسلام؛ فإن الإسلام يراد به الأعمال الظاهرة، والإيمان يراد به الأعمال الباطنة.

وهكذا أستطيع أن أقول بأنني لخصت لكم مذهب أهل السنة والجماعة وأقوال سلفنا الصالح في هذه المسألة العظيمة، التي خالف بها أهل السنة والجماعة جميع الفرق التي فرطت غاية التفريط، من أمثال الخوارج والكراميّة والمعتزلة والأشاعرة والمرجئة وغيرهم, ومذهب أهل السنة هو الحق وهو المذهب الوسط بوسطية هذه الأمة, نسأل الله أن يتوفانا وإياكم عليه.