{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}[الحشر:٧]، الله جل وعلا يخبر ويقدم الأدلة على صدق خبره وخبر رسوله؛ لينتقل بعد ذلك القلب من يقين الخبر ويقين الدلالة إلى يقين المشاهدة، هذا هو الذي تحتاج إليه الأمة الآن.
يقين المشاهدة هو: أن يتعايش المسلم مع كل أخبار الله وكل أخبار رسول الله وكأنه يشاهدها بعينه، فإذا أخبر الله جل وعلا بأن الجنة للمتقين، وبأن النار للغاوين وللمشركين، فينبغي للمسلم بعد ذلك أن يتعايش مع هذه الأخبار وكأنه يشاهدها مشاهدة العين، لذلك قال أحد الصالحين: لقد رأيت الجنة والنار، قالوا: كيف ذلك يا رجل؟! قال: رأيت الجنة والنار بعين رسول الله، ورؤيتي لهما بعين رسول الله أصدق عندي من رؤيتي لهما بعيني؛ لأن بصري قد يزيغ وقد يطغى، أما بصر النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال فيه الرب العلي:{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}[النجم:١٧].
يقين المشاهدة: إذا أخبرنا ربنا تعاملنا مع الخبر وكأننا نشاهده.