أما اللمز فهو: عيب الغير باليد واللسان والعين والإشارة الخفية وغير ذلك.
والهمز: لا يكون إلا باللسان فقط لقول الله تعالى: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}[القلم:١٠ - ١١] فاللمز: يكون باليد وبالعين وباللسان وبالإشارة أما الهمز فلا يكون إلا باللسان فقط.
واللمز -أيها الأحباب- آفة ومرض، وسبب من أسباب انتشار الحقد والضغائن في القلوب بين المسلمين، فمن حق المسلم على المسلم ألا يسخر من أخيه بيده، أو لسانه، أو عينه، أو حتى بالإشارة الخفية.
ولذلك يلفت الله القلوب النقية، والعقول الذكية في هذا النهي فيقول:{وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}[الحجرات:١١] لأن المؤمنين جميعاً كالجسد الواحد، إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، أي: إن المؤمن إذا لمز أخاه فكأنما لمز نفسه؛ لأن المؤمنين جميعاً نفس واحدة، قال الله تعالى:{وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}[الحجرات:١١].