أيها الأحبة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان: (إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها).
وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والطبراني من حديث تميم الداري أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليبلغن هذا الأمر) أي: هذا الدين (ما بلغ الليل والنهار).
وأنا أتصور أن شطراً من هذه النبوءة النبوية قد تحقق بالأحداث الأمريكية، وإن كان المراد بأن الدين يبلغ كل بيت كما يبلغ الليل والنهار في كل أرض، فعلى ألسنة بوش، ورئيس وزراء بريطانيا! ورئيس وزراء إيطاليا! لم يبق بيت الآن على وجه الأرض إلا وقد سمع عن الإسلام، وهذا شطر من النبوءة، والشطر الآخر هو أن يتمكن الإسلام، ويدخل البيوت منتصراً فاتحاً، فهذا موعود الله لرسوله صلى الله عليه وسلم {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[الصف:٩]، (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر) وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: (هل سمعتم بمدينة جانب منها في البحر وجانب منها في البر؟).
النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الصحابة، (هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر، وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله!) إنها القسطنطينية -هذا الجواب من عندي- قال عليه الصلاة والسلام:(لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاءوها لم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، وإنما قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانب المدينة التي في البحر، فإذا جاءوها الثانية لم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم وإنما قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر -يعني الذي في البر- فإذا جاءوها الثالثة لم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم بل قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفتح لهم -أي ربهم جل وعلا- فيدخلوها).
قال الحافظ ابن كثير: وفي الحديث نبوءة نبوية تؤكد أن الروم سيسلمون في آخر الزمان، والروم هم الأوروبيون بلغة العصر.
قال الحافظ: فسلالة بني إسحاق هم سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم، وهؤلاء هم الروم.
قال الحافظ: فهذه النبوءة النبوية تؤكد أن كثيراً من الروم -أي: من الأوروبيين- سيسلمون في آخر الزمان، وسيجعل الله فتح القسطنطينية على يد طائفة منهم ممن وحدوا الله وآمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم.