للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بشارات نبوية]

إننا والله نرى العجب العجاب! ونرى الخير الكثير!! وهذا من باب قول الله سبحانه: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:١٣٩]، وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد من حديث حذيفة بن اليمان -وهو حديث صحيح- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).

أسأل الله أن يعجل بها وأن يمتعنا بالعيش في ظلالها، وإن لم يقدر لنا ذلك، فأسأله ألا يحرم أبناءنا وأولادنا، إنه ولى ذلك والقادر عليه.

وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث ثوبان أن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها).

م اليأس؟!! ولم القنوط؟!! إن هذا التقهقر سيزيد النشيط خذلاناً، وسيزيد اليائس والقانط قنوطاً ويأساً.

الرسول -في أحلك الأوقات والأزمات وهو يُطارد، وأصحابه مهاجرون- يقول ل خباب بن الأرت: (والذي نفس محمد بيده لَيُتِمَّنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه).

{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:١٣٩].

واعلموا علم اليقين أن كل ابتلاء يزيد الإسلام صلابة، ويزيد المسلمين قوة، ويخرج من اندس في صفوف المؤمنين وقلبه مملوء بالنفاق، وببغض رب العالمين وسيد النبيين صلى الله عليه وسلم.

إذاً: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن: إن اصابته سَّراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

وجاء في الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه على شرط الشيخين وأقر الحاكم الذهبي، وقال الألباني: بل هو صحيح على شرط مسلم من حديث تميم الداري أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترُكُ الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزِّ عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر).

ومن جميل ما قاله المفكر الشهير اشبنكنز: إن للحضارات دورات فلكية، فهي تغرب هنا لتشرق هنالك، وإن حضارة أوشكت على الشروق في أروع صورة، ألا وهي حضارة الإسلام الذي يملك وحده أقوى قوة روحانية عالمية نقية.

أيها الأحبة الكرام! والله ما بقي إلا أن ترتقي الأمة إلى مستوى هذا الدين، وأن تعرف الأمة قدر هذه النعمة التي امتن بها عليها رب العالمين، وحملها هذه الأمانة سيد النبيين صلى الله عليه وسلم، وهذا ما سنتعرف عليه في عنصرنا الثالث والأخير وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.