وينبغي ألا يتحمس الشباب، وإنما يجب عليهم أن يرجعوا إلى العلماء والمشايخ وأهل الفضل.
يقول الإمام ابن القيم في كتابه القيم إعلام الموقعين: "ولقد شرع النبي لأمته إيجاب إنكار المنكر؛ ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله -وتنبه معي لهذه الكلمات الدقيقة- ولقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إيجاب إنكار المنكر؛ ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه، فهو أمر بمنكرٍ وسعي في معصية الله ورسوله، وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، سيقول الشاب المتحمس: هذا كان في مكة في مرحلة الضعف! اصبر وتدبر ما قاله الإمام ابن القيم، يقول: ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى في مكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لما فتح الله عليه مكة، وصارت مكة دار إسلام، وعزم النبي صلى الله عليه وسلم على هدم البيت ورده على قواعد إبراهيم، لم يفعل ذلك مع قدرته على فعل ذلك؛ لأن قريشاً كانت حديثة عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام.
إنها الحكمة، فما هي الحكمة؟ والتعريف لـ ابن القيم في المدارج في كتابه المدهش، يقول: الحكمة هي قول ما ينبغي، أو فعل ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي.