وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم القيامة، أمر الله منادياً يقول هذا المنادي: إني قد جعلت لكم نسباً، وجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلا أن تقولوا: فلان بن فلان خير من فلان بن فلان، فاليوم أضع نسبكم، وأرفع نسبي، أين المتقون؟) والحديث رواه البيهقي، ورواه الإمام ابن المنذر، والحاكم وصححه، نقلاً عن الإمام السيوطي في الدر المنثور.
قلت: وله شاهد من حديث أبي هريرة الطويل في فضل العلم الذي رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن حبان وصححه، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين: البخاري ومسلم، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم (من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه).
وصدق الله جل وعلا إذ يقول:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ}[المؤمنون:١٠١]، ينقطع كل نسب إلا نسب التقوى، {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}[المؤمنون:١٠١ - ١٠٤]، إلى آخر الآيات.
نعم، إن الميزان الحقيقي الذي يرفع ويخفض هو: ميزان التقوى، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى}[الحجرات:١٣].