للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجد في أول الشهر والتكاسل في آخره]

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه وسلم.

أخيراً: أخطاء في الصيام.

لا ريب أن الصائمين من أفضل عباد الله، ولكنْ هناك بعضُ الأخطاء يقع فيها بعضُ الصائمين نذكر بها: منها: أن بعض الصائمين يقبل على العبادة في أول الشهر إقبالاً طيباً، فيحرص على الصلوات في جماعة، ويحرص على صلاة الفجر، ويحرص على قراءة القرآن، ويحرص على الاستغفار، ويحرص على أن يكون وديعاً رقيقاً لطيفاً، فإذا ما انقضت الأيام الأول من الشهر تكاسل -والعياذ بالله- عن هذه العبادات، وعن هذه الأعمال والطاعات، وعن هذا الخير كله.

تذكر أيها الصائم الحبيب قول النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين من حديث عائشة: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)، فإن كنت ممن مَنَّ الله عليك بعبادة من العبادات في أول الشهر، فإياك أن تضيع هذه العبادة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في صحيح البخاري: (إنما الأعمال بالخواتيم)، إن مَنَّ الله عليك في أول الشهر بالحرص على صلاة الفجر في جماعة، وأداء الصلوات كلها مع الجماعة، وقراءة القرآن والذكر والاستغفار، والصدقة والبذل والجود والعطاء، فلا تبخل ولا تتوانى ولا تتكاسل، واعلم أن الأعمال بالخواتيم، أسأل الله جل وعلا أن يرزقني وإياكم حسن الخاتمة.