روى أحمد في مسنده بسند صحيح من حديث أبي برزة الأسلمي أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يا معشر من آمن بلسانه ولمَّا يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف رحله).
أسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة.
والناس صنفان، صنفٌ مشهورٌ بالصلاح وبالتقى، لكنه زل، فليس ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً، فمن حقه على إخوانه أن يستروا عليه.
وصنفٌ مشهورٌ بالفسق مجاهرٌ به، فهذا لا غيبة له، إن ذكر لم يتذكر، وإن نصح لم ينتصح.
الستر والتغافر وإن زل أخوك وأخطأ في حقك وأتاك فلا ينبغي أن تتعنت في حقه وأن تتفرعن عليه، وأن تقول: لا.
لا أعفو عنك، ولا أقبل عذرك، إنما ينبغي أن يغفر الأخ لأخيه، فالستر والتغافر من أجل وأرقى الصفات التي تدعم أواصر الأخوة بين الإخوة في الله.