للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عمير بن الحمام]

وهذا عمير بن الحمام يقف إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم على أرض المعركة في بدر ليرفع النبي هذا التبليغ الكبير: (أيها الناس قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض)، الله أكبر! فسمع عمير بن الحمام، هذا الشاب العملاق، سمع هذا النداء من القائد الأعلى بأبي هو وأمي حيث أفاد: (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فقال عمير: بخ بخ! جنة عرضها السماوات والأرض، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم عميراً، فقال: يا عمير ما حملك على أن تقول بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا أني رجوت أن أكون من أهلها، فقال المصطفى: أنت من أهلها).

يا إلهي! هكذا يبشر على الفور بالجنة وهو لا زال على تراب الدنيا، والمبشر له هو المصطفى الصادق المصدوق، يقول له: (أنت من أهلها) فاطمأن عمير، وأخرج تمرات معه ليأكلها ليتقوى بها على القتال، وما أخرج تلك الكلمات إلا ليرفع بها معنوياته، فما أتوا له براقصة داعرة لترفع معنويات الجيش، بل سمع هذه الكلمات فارتفعت معنوياته كلمات الطهر والصدق، وأخرج التمرات ليأكلها ليتقوى على القتال، فأكل تمرة أو أكثر، ثم تفكر في كلام المصطفى وفي حقيقة الأمر، وقال: جنة عرضها السماوات والأرض! كأن ما بيني وبين الجنة إلا أن ألقي بهذه التمرات وأن أنقض في الصفوف لأقاتل فأقتل لأدخل الجنة، والله لئن حييت حتى آكل هذه التمرات إنها إذاً لحياة طويلة!.

أيها الاحباب! تمنيت أن لو سمع ذلك عباد العروش والقروش والكروش يعتقد أن الحياة لأكل بعض التمرات طويلة!