اعترف يوسف بضعف بشريته، ما نظر إلى عصمة الله له، ما استعلى ولا تعالى وإنما عرف ضعفه وعجزه البشري فلجأ إلى الله جل وعلا يطلب منه العصمة ويطلب منه المدد، فقال:{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}[يوسف:٣٣] انظروا الدعوة لم تعد ليوسف فردية من امرأة العزيز وإنما أصبحت الدعوة جماعية، رغبة ملحة جماعية من جميع النسوة اللاتي حضرن ورأينَ يوسف عليه السلام {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[يوسف:٣٣ - ٣٤] الذي يسمع ويعلم صدق نيته، وصدق تضرعه ولجوئه إلى الله جل وعلا، ليعصمه من هذه الفتنة الصماء البكماء العمياء.