قال الرازي: القول والفعل، إذا وردا فإما أن يكونا متطابقين، أو متنافيين، فإن كانا متطابقين وعلم تقدم أحدهما على الآخر، فالأول بيان والثاني تأكيد؛ لأن الأول قد حصل التعريف به، فلا حاجة إلى الثاني.
وإن لم يعلم تقدم أحدهما على الآخر، حكم على الجملة بأن الجملة بأن الأول منهما بيان، والثاني تأكيد.
وإن كانا متنافيين، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرن الحج إلى العمرة، فليطف لهما طوافًا واحدًا) مع ما روى عنه - صلى الله عليه وسلم -: أنه قرن فطاف طوافين، وسعى سعيين، فالقول هو المقدم في كونه بيانًا؛ لأنه بيان بنفسه، والفعل لا يدل حتى يعرف ذلك: إنا بالضرورة، أو بالاستدلال بدليل قولي أو عقلي، فإذا لم يعقل ذلك، لم يثبت كون الفعل بيانًا، والله أعلم.
* * *
المسألة الرابعة
هل يقدم القول على الفعل؟
قال القرافي: قوله: (القول بيان بنفسه):
يريد أن الوضع يوجب الدلالة، والفعل لا شيء في تقتضي دلالته؛ حتى يقول: هذا بيان لذلك المجمل ونحوه.
قال سيف الدين: الحق: إن تقدم أحدهما كان بيانًا، والثاني تأكيدًا،