وثانيتها: قوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}[الأحزاب: ٢١]، وهذا مجراه مجرى الوعيد فيمن ترك التأسي به، ولا معنى للتأسي به إلا أن يفعل الإنسان مثل فعله.
وثالثتها: قوله تعالى: {واتبعوه}[الأعراف: ١٨٥] وظاهر الأمر للوجوب، والمتابعة هي الإتيان بمثل فعله.
ورابعتها: قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني}[آل عمران: ٣١] دلت الآية على أن محبة الله مستلزمة للمتابعة، لكن المحبة واجبة بالإجماع، ولازم الواجب واجب، فمتابعته واجبة.
وخامستها: قوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه}[الحشر: ٧]؛ فإذا فعل فقد آتانا بالفعل فوجب علينا أن نأخذه.
وسادستها: قوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}[المائدة: ٩٢ والنور: ٥٤] دلت الآية بإطلاقها على وجوب طاعة الرسول، والآتي بمثل فعل الغير- لأجل أن ذلك الغير فعله- طائع لذلك الغير؛ فوجب أن يكون ذلك واجبًا.
وسابعتها: أن قوله تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها}[الأحزاب: ٣٧] بين أنه تعالى، إنما زوجه بها؛ ليكون حكم أمته مساويًا لحكمه في ذلك، وهذا هو المطلوب.
وأما الإجماع: فلأن الصحابة رضي الله عنهم بأجمعهم اختلفوا في الغسل من التقاء الختانين، فقالت عائشة رضي الله عنها:(فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا) فرجعوا إلى ذلك، وإجماعهم على الرجوع حجة، وهو المطلوب،