للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ: ... وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى، وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها في شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور، وينبغي لهن ألا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النوع بل يضبطهن أنفسهن ويجاهدن هواهن (١).

[٢ - باب الأرواح جنود مجندة]

٣٣٣٦ - قال (٢) وقال الليث عن يحي بن سعيد عن عمرة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» (٣).

قال الحافظ: ... ويحتمل أن يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجسام (٤).

قل الحافظ: ... قال ابن الجوزي: ويستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن يبحث عن المقتضى لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم (٥).


(١) قلت: كلام متين.
(٢) الفربري عن البخاري قال قال الليث.
(٣) وفيه الدلالة أن الأرواح أصناف مصنفة، هذا مؤمن وهذا منافق وهذا مخلط وهذا يغلب عليه كذا وهذا يغلب عليه كذا.
(٤) الأول هو المقصود بحسب عقائدهما، فأهل الخير يشاكلون أهل الخير.
(٥) كل يميل إلى مني يشاكله من الأخيار أو من غيرهم.