للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن العبد ليعمل - فيما يرى الناس - عمل أهل الجنة، وإنه لمن أهل النار، ويعمل - فيما يرى الناس - عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها» (١).

[٣٤ - باب العزلة راحة من خلاط السوء]

٦٤٩٤ - عن أبي سعيد الخدري قال: «جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: رجل جاهد بنفسه وماله (٢)، ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره» (٣).


(١) وهذا من جنس ما جاء عن ابن مسعود «وإن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة ... » الحديث، فذكره، فالإنسان ظاهره الخير وهو منافق فيختم له بشر، فالواجب الحذر، وبعض أهل العلم حمل هذا الحديث على مراد آخر، وهو أنه كان صادقًا في عمله إلا أن بعض سيئاته قد تلحقه فتهلكه فيختم له بشر.
* لكن من سنته من أظهر الخير صدقًا له به، ومن أظهر الشر صدقًا ختم له به، هذا هو الغالب.
(٢) وفي رواية «ثم من؟ » الحديث.
* قال بعض أهل العلم: وهذا محمول على فساد المدن والقرى، وإلا فالمخالطة فيها خير ودعوة للناس.
(٣) وهذا يدل على فضل العزلة عند الحاجة، وهذا إذا كانت الخلطة فيها خطر. =