للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده: إما برص وإما أدرة، وإما آفة. وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يومًا وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر. حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانًا (١). أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فو الله إن بالحجر لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، فذلك قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: ٦٩].

٣٤٠٥ - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - قسمًا، فقال رجل: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله. فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه، ثم قال: يرحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر» (٢).

[٢٩ - باب يعكفون على أصنام لهم]

٣٤٠٦ - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كنا مع رسول الله


(١) أحسن ما خلقه الله (في نسخه).
* كونهم يغتسلون عراة يحتمل أنه من تساهلهم والتوراة فيها شدة ولهذا اتهموا موسى بالعيب، وإنما فعله حفظًا للعورة وحياءً، وفيه آية حيث أخذ الحجر ثوبه، وكون العصا أثرت في الحجر كذلك آية.
(٢) اللهم صل عليه وسلم، الأنبياء والرسل هم أشد الناس بلاء، وطالب العلم له أسوة فعلية أني صبر ويحتسب.