كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري

٨١ - كتاب الرقاق - ٤١ - باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه - ج: 4 - ص: 257

فلا يطعمه. ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه. ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فيه فلا يطعمها» (١).

[٤١ - باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه]

٦٥٠٧ - عن عبادة بن الصامت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. قالت عائشة - أو بعض أزواجه - إنا لنكره الموت قال: ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب (٢) لقاء الله وأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكرة لقاء الله وكره الله لقاءه».

٦٥٠٩ - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو صحيح: «إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير، فلما نزل به ورأسه على فخدي غشي عليه ساعة ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف ثم قال: اللهم الرفيق الأعلى. قلت: إذا لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به. قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: اللهم الرفيق الأعلى» (٣).

---

(١) والمعنى أن الساعة تقوم عليهم وهم غافلون لاهون بأعمالهم.
(٢) فهذا تفسير من أحب لقاء الله وكره لقاء الله.
(٣) المذكورون في قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩].
* وفي رواية «بين سحري ونحري» وفي الرواية هذه «على فخذي» ولا منافاة، فربما تعدل ثم كان آخر الأمر بين سحرها ونحرها.