للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأته زينب بنت جحش ضربت خباء آخر، فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى الأخبية فقال: «ما هذا؟ » فأُخبر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الْبرَّ تُرون بهنَّ؟ » فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرًا من شوال» (١).

قال الحافظ: ... وكأنه - صلى الله عليه وسلم - خشي أن يكون الحامل لهن على ذلك المباهاة (٢) والتنافس الناشئ عن الغيرة حرصًا على القرب منه خاصة فيخرج الاعتكاف عن موضوعه أو لما أذن لعائشة وحفصة ...

قال الحافظ: ... دليل على أن النوافل المعتادة إذا فاتت تقضى استحبابًا، واستدل به المالكية على وجوب قضاء العمل لمن شرع فيه ثم أبطله، ولا دلالة فيه (٣) لما سيأتي.

قال الحافظ: ... وأن الأفضل للنساء أن لا يعتكفن في المسجد (٤).

[٧ - باب الأخبية في المسجد]

٢٠٣٤ - عن عائشة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف إذا أخبية: خباء عائشة، وخباء حفصة، وخباء زينب. فقال: «آلبرَّ تقولون بهن؟ » ثم انصرف فلم يعتكف، حتى اعتكف عشرًا من شوال» (٥).


(١) فيه جواز الاعتكاف في غير رمضان، وأن للولي منع زوجته من الاعتكاف.
(٢) يريد إبعادهن عن المنافسة والرياء، وأن يكون العمل خالصًا لله.
(٣) لأن ما شرع فيه.
(٤) ليس بجيّد، وهذا غلط اعتكف أزواجه من بعده.
(٥) الاعتكاف يجوز في رمضان وفي غيره لهذا الحديث.