كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري

٣٢ - كتاب فضل ليلة القدر - ٤ - باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس - ج: 2 - ص: 170

قال الحافظ: ... وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين، وقد تقدمت أدلة ذلك. قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها (١) ...

[٤ - باب رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس]

٢٠٢٣ - عن أنس عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليُخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: «خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت (٢)، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة».

---

(١) * بسم الله تربة أرضنا .. يأخذ من تربة تلك ويضعه على موضع الألم، ثم ينفث.

(٤) لِمَ لم تكن في الشهر كله؟ لعل ذلك لضعف الناس ففي العشر قد ينشطوا.
(٢) رُفع الأخبار بها، لا هي.
هذا يفيد أن التلاحي بين المسلمين والخصومات التي بالباطل قد تسبب شرًا على المتلاحيين وغيرهم، وأنها من أسباب نزع الخير، وهنا رفعت ليلة القدر إلى ليلة أخرى، ومن هذا الباب: إن المتشاحنين يمنعوا من المغفرة وتؤجل «تُعرض الأعمال» [رواه مسلم].
لله الحكمة جل وعلان وأخفيت ليجتهد الناس في العبادة والدعاء.