للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣ - باب إذا بقي في حُثالة من الناس

٧٠٨٦ - عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها قال: «ينام الرجل النومة فتُقبض الأمانة (١) من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتُقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدِّي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولقد أتى عليَّ زمان ولا أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلمًا رده عليَّ الإسلام، وإن كان نصرانيًا رده عليَّ ساعيه (٢)، وأما اليوم (٣) فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا».

١٤ - باب التعرّب (٤) في الفتنة

٧٠٨٧ - عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع


(١) ينام النومة .. الحديث يعني نام على معاصي ومخالفات، فينبغي على العبد النوم على توبة وعمل صالح.
(٢) ساعيه أي أميره.
(٣) هذا في زمن الصحابة فكيف بالقرن الخامس عشر؟ !
(٤) التعرّب: لا ينبغي بعد الهجرة ولكن إذا دعت الحاجة جاز، وحديث سلمة - رضي الله عنه - محمول على هذا وقد إذن له البدو .. وحديث «مؤمن يعبد الله في شعب من الشعاب» رواه البخاري هذا محمول على الفتنة وإلا المخالطة أفضل لما فيها من تكثير السواد والدعوة، وفي الحديث «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر على أذاهم». وحديث «يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنمًا .. » عند الفتنة.