للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: «من صام يومًا (١) في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا».

٣٧ - باب فضل النفقة في سبيل الله (٢)

٢٨٤٢ - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على المنبر فقال: «إنما أخشى عليكم من بعدي ما يُفتَح عليكم من بركات الأرض. ثم ذكر زهرة الدنيا فبدأ بإحداهما وثنى بالأخرى. فقام رجل فقال: يا رسول الله، أوَيأتي الخير بالشرّ؟ فسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، قلنا يُوحى إليه، وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير. ثم إنه مسح عن وجهه الرُّحضاء، فقال: أين السائل آنفًا؟ أوَخيرٌ (٣) هو - ثلاثًا - إن الخير لا يأتي إلا بالخير. وإنه كل ما يُنبت الرَّبيع ما يقتل حَبَطًا أو يُلمُّ، أكلت حتى امتدَّت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت. وإن هذا المال خضرة حلوة، ونعم صاحب (٤) المسلم لمن أخذه بحقَّه فجعله في سبيل الله واليتامى


(١) حمله قوم على الجهاد وقالوا: إذا كان الصوم لا يشق عليه ولا يضعفه حيث جمع بين الصبرين، وقال بعضهم: معنى في سبيل الله: في طاعته ولأجله، وهذا محتمل، وظاهر اختيار المصنف الأول لكن إن كان يضعفه يفطر ولهذا قال في غزوة الفتح: أولئك العصاة.
(٢) لأن أعظم النفقة نفقة الجهاد.
(٣) معناه قد يكون خيرًا وقد يكون شرًا {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}.
(٤) قلت: «وفيه نعم المال الصالح للرجل الصالح» رواه أحمد عن عبد الله ابن عمرو بإسناد جيد.