للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٤٦٢ - عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: وَاكَرْبَ أَبَاهُ (١)، فَقَالَ لَهَا: لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ. فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهْ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ. يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ. فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ نْفُوسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ؟ » (٢).

٨٤ - باب آخِرِ مَا تَكَلَّمَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم

٤٤٦٣ - عن عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهْوَ صَحِيحٌ: إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِىٌّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ. فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِى غُشِىَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى. فَقُلْتُ: إِذًا لاَ يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِى كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهْوَ صَحِيحٌ. قَالَتْ: فَكَانَتْ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» (٣).

٨٥ - باب وَفَاةِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -

٤٤٦٤، ٤٤٦٥ - عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهم: «أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا» (٤).


(١) هذا من فاطمة رضي الله عنها وهو شيء يسير عفا الله عنها.
(٢) سنة الله في عباده؛ فالمؤمن يصيبه الكرب والشدة ويفرج الله عنه فتخرج الروح بأسهل شيء.
(٣) يعني حتى يخير بين الدنيا والآخرة، والرفيق الأعلى هو المذكور {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ -إلى قوله- وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.
(٤) فيه اختصار الكسر، والصواب ثلاثة عشر سنة في مكة.